لماذا يسمح الله للأبرار بالألم؟

لماذا يسمح الله للأبرار بالألم؟
  • المصدر: Got Questions
  • تاريخ النشر: 11/09/2018
  • القسم: اسئلة عن الله

هذا السؤال يعتبر من أصعب الأسئلة في المسيحية.  فالله أبدي، أزلي، كلي المعرفة، كلي القدرة. في حين إن البشر لا يحملون كل هذه الصفات.  فكيف يتسنى لهم أن يفهموا طرق الله بصورة كلية؟ ونرى في العهد القديم إن سفر أيوب يعالج هذه المسألة.  فنرى أن الله سمح لإبليس أن يفعل أي شيء لأيوب فيما عدا أن يقتله. ماذا كان رد فعل أيوب؟ "الرَّبُّ أعطَى والرَّبُّ أخَذَ، فليَكُنِ اسمُ الرَّبِّ مُبارَكًا" (أيوب 1: 21).  لم يفهم أيوب لماذا سمح الله بهذه الأشياء أن تحدث، ولكنه كان يعلم في قلبه أن الله صالح؛ ولذلك استمر في الثقة به. وهذا ما يجب أن يكون رد فعلنا أيضًا. فالله صالح، عادل، محب، ورحيم.  وكثيرًا من الأحيان ما تحدث لنا أشياء لا نستطيع تفسيرها. ولكن، بدلًا من أن نشك في صلاح الله، يجب علينا أن نثق به. "توَكَّلْ علَى الرَّبِّ بكُلِّ قَلبِكَ، وعلَى فهمِكَ لا تعتَمِدْ. في كُلِّ طُرُقِكَ اعرِفهُ، وهو يُقَوِّمُ سُبُلكَ" (أمثال 3: 5، 6).

وربما السؤال الأفضل هو: "لماذا تحدث أشياء جيدة لأناس أشرار؟"  الله قدوس (إشعياء 6: 3؛ رؤيا 4: 8). والبشر مليئون بالخطية (رومية 3: 23؛ 6: 23).  هل تريد أن تعرف كيف يرى الله البشرية؟ "'كما هو مَكتوبٌ: «أنَّهُ ليس بارٌّ ولا واحِدٌ. ليس مَنْ يَفهَمُ. ليس مَنْ يَطلُبُ اللهَ. الجميعُ زاغوا وفَسَدوا مَعًا. ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا ليس ولا واحِدٌ. حَنجَرَتُهُمْ قَبرٌ مَفتوحٌ. بألسِنَتِهِمْ قد مَكَروا. سِمُّ الأصلالِ تحتَ شِفاهِهِمْ. وفَمُهُمْ مَملوءٌ لَعنَةً ومَرارَةً. أرجُلُهُمْ سريعَةٌ إلَى سفكِ الدَّمِ. في طُرُقِهِمِ اغتِصابٌ وسُحقٌ. وطَريقُ السَّلامِ لَمْ يَعرِفوهُ. ليس خَوْفُ اللهِ قُدّامَ عُيونِهِمْ" (رومية 3: 10- 18).  كل إنسان على هذه الأرض يستحق أن يُلقى به في الجحيم في هذه اللحظة. وكل ثانية نعيشها هي بنعمة الله. وكل الأشياء التي نتعرض لها في الأرض، مهما كانت سيئة، فهي رحمة من الله عما نستحقه ألا وهو جهنم الأبدية في بحيرة النار.

"ولكن اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا" (رومية 5: 8).  فبالرغم من طبيعة البشر الشريرة والخاطئة، فالله مازال يحبنا. فهو أحبنا بصورة كبيرة وكافية؛ حتى أنه مات بدلًا عنا، وتحمّل عنا عقاب الخطية (رومية 6: 23).  كل ما علينا أن نفعله هو فقط أن نؤمن بيسوع المسيح (يوحنا 3: 16؛ رومية 10: 9)؛ لكي تُغفر لنا خطايانا وننال مكانًا في السماء (رومية 8: 1). ما نستحقه = الجحيم.  ما نناله = حياة أبدية في السماء، فقط إن آمنا.

وقد قال أحدهم: أن هذا العالم هو الجحيم الوحيدة التي يختبرها المؤمنون، في حين أنه السماء الوحيدة التي يعاينها غير المؤمنون. وفي المرة القادمة عندما نتساءل: "لماذا يسمح الله للأبرار بالألم؟" ربما الأجدر علينا أن نتساءل "لماذا يسمح الله بحدوث أشياء جيدة لأناس أشرار؟"