هل الكتاب المقدس حقا كلمة الله؟

هل الكتاب المقدس حقا كلمة الله؟
  • المصدر: Got Questions
  • تاريخ النشر: 18/09/2018
  • القسم: اسئلة هامه

إجابتنا لهذا السؤال لا تحدد فقط نظرتنا للكتاب المقدس وأهميته في الحياة، ولكنها لها أيضًا تأثيرًا أبديًا.  إن كان الكتاب المقدس حقًا هو كلمة الله، فيجب علينا أن نقدره، ندرسه، نطيعه، بل ونثق بكل ما يقوله.  إن كان الكتاب المقدس كلمة الله، فإن تجاهله هو تجاهل الله شخصيًا.


الحقيقة إن منح الله لنا كتابه المقدس هو دليل قوي على محبته لنا.  كلمة "إعلان" تعني أن الله أعلن للبشر عن صفاته، وعن كيفية تكوين علاقة حقيقية معه. هذه الأشياء لن تكون معلومة لدينا، إن لم يعلن الله نفسه عنها من خلال الكتاب المقدس.  وبالرغم من أن إعلان الله لنا عن نفسه وعن صفاته، تم بطريقة تدريجية لمدة أقرب من 1500 عاما، ولكن الله وهب الإنسان بكل ما يحتاجه لمعرفة الله وتكوين علاقة معه.  إن كان الكتاب المقدس هو حقا كلمة الله، فهو لابد أن يعتبر السلطة العليا لكل المسائل المتعلقة بالإيمان، الحياة، والأخلاقيات .


السؤال الذي يجب أن نوجهه لأنفسنا هو: كيف يمكن لنا أن نتأكد من أن الكتاب المقدس هو حقًا كلمة الله، وليس مجرد كتاب عادي؟  ما هي الصفات التي تميز الكتاب المقدس عن جميع كتب الأديان الأخرى؟  هل هناك أي دلائل تبين لنا بأن الكتاب المقدس هو حقًا كلمة الله؟  هذه هي الأسئلة التي يجب طرحها، إن أردنا أن نمتحن إدعاء الكتاب المقدس بأنه كلمة الله، الموحى بها من الله، وهي كافية للتعليم والتوجيه في جميع أمور الحياة.


إنه مما لا شك فيه أن الكتاب المقدس يدعي بأنه كلمة الله.  يمكننا أن نرى ذلك من خلال قراءة الآيات الموجودة في رسالة تيموثاوس الثانية 3: 15- 17، وفيها يقول :"'وأنَّكَ منذُ الطُّفوليَّةِ تعرِفُ الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ، القادِرَةَ أنْ تُحَكِّمَكَ للخَلاصِ، بالإيمانِ الّذي في المَسيحِ يَسوعَ. كُلُّ الكِتابِ هو موحًى بهِ مِنَ اللهِ، ونافِعٌ للتَّعليمِ والتَّوْبيخِ، للتَّقويمِ والتّأديبِ الّذي في البِرِّ، لكَيْ يكونَ إنسانُ اللهِ كامِلًا، مُتأهِّبًا لكُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ".


لكي نتمكن من إجابة هذه الأسئلة، لا بد لنا أن ننظر إلى الأدلة الداخلية والخارجية بأن الكتاب المقدس هو حقًا كلمة الله.  ونعني بالأدلة الداخلية أن هناك أدلة موجودة في الكتاب المقدس ذاته التي توضح لنا ذلك، وتثبت لنا مصدره الإلهي.  ومثال على هذه الأدلة هي وحدة الكتاب المقدس.  أي أنه بالرغم من أنه يحتوي على 66 جزءًا، كُتب في ثلاث قارات، بثلاث لغات، في مدة تقرب إلى 1500 عامًا، من خلال 40 كاتبًا (من خلفيات متعددة).  إلا أن الكتاب المقدس مازال وحدة واحدة من البداية الى النهاية، بدون أي تناقضات.  هذه الوحدة تميز الكتاب المقدس وتظهر أن مصدره إلهي، وأن روح الله استخدم الأناس المختلفين لتدوين كلماته الإلهية .


مثال آخر للأدلة الداخلية التي تشير لنا أن الكتاب المقدس هو حقا كلمة الله يمكن أن يرى في النبوات المدونة في صفحاته.  فأن الكتاب المقدس يحتوي على مئات النبؤات المدونة تفصيليًا، والتي تتعلق بمستقبل بعض الأمم مثل: إسرائيل، على سبيل المثال، أو نبوات تتعلق بمدن معينة، أو بمستقبل البشرية كلها، ومجيء المسيح كالمسيا المنتظر؛ ليفدي ليس فقط إسرائيل، بل كل من يؤمن به.  وعلى العكس من كتب النبؤات الأخرى، فكل النبوات المذكورة في الكتاب المقدس، مدونة تفصيليًا وفي كل مرة أثبت أنها حقائق. هنالك أكثر من 300 نبوة متعلقة بمجيء المسيح إلى الأرض مدونة في العهد القديم وحده. النبوات المدونة لم تقتصر على أنه سيولد، ومن أي نسب سيأتي، ولكنها أيضًا تحتوي على أنه سيصلب وسيموت وفي اليوم الثالث يقوم.  ولا يوجد أي طريقة منطقية لتفسير إتمام النبوات الموجودة في الكتاب المقدس، إلا بالإيمان بأن مصدرها إلهي.  ولا يوجد أي كتاب آخر يحتوي على مثل هذه النبوات المدونة بهذا التفصيل والاستفاضة، إلا الكتاب المقدس .


مثل ثالث للأدلة التي تثبت أن مصدر الكتاب المقدس الإلهي، يمكن أن يرى في قوته وسلطته المتميزة. وبالرغم من أن هذا الدليل موضوعي، إلا أنه مماثل للدليلين السابقين.  إن للكتاب المقدس سلطة وقوة غير موجودة في أي من الكتب الأخرى.  يمكننا أن نرى هذه القوة من خلال مشاهدة التغييرات التي تحدث في حياة الكثيرين الذين يقرأونه.  يمكنك ترى تأثيره على مدمني المخدرات الذين تحرروا من الإدمان، والشواذ الذين تخلصوا من عاداتهم، والمجرمين الذين تغيروا كلية، والخطاة الذين تراجعوا عن أفعالهم، والكراهية والعداوة التي تحولت إلى محبة من خلاله.  فإن الكتاب المقدس يحتوي على قوة تغيير حقيقية منبعها الله وقوته.


وبجانب الأدلة الداخلية التي تثبت أن الكتاب المقدس هو حقا كلمة الله.  هناك أيضًا أدلة خارجية، ومثال على ذلك الحقائق التاريخية المدونة في الكتاب المقدس.  ولأن الكتاب المقدس يذكر أحداثًا تاريخية، فأنه خضع للبحث والفحص لإثبات دقته تمامًا مثل أي وثيقة تاريخية.  ومن خلال البحث والاكتشافات الأثرية والمخطوطات التاريخية المدونة، فأنه تم إثبات دقة وصحة الأحداث المدونة في الكتاب المقدس.  بل ولأن الكتاب المقدس دقيق جداً، فإنه يستخدم الآن كمرجع لمعرفة الأحداث في العالم القديم.  وبما أن الكتاب المقدس صحيح ودقيق، فهذا دليل على صحة الموضوعات الأخرى والتعاليم الروحية المذكورة، وهذا أيضًا يؤكد أنه كلمة الله . 


مثال خارجي آخر هو شخصيات مدوني الكتاب المقدس.  وكما ذكرنا سابقًا، فإن الله أستخدم أشخاصًا كثيرين من خلفيات متعددة لتدوين الكتاب المقدس.  وعند دراسة حياة الأشخاص الذين قاموا بالتدوين، فأنه لا يوجد شك بأن نعتقد بأنهم لم يكونوا رجالًا مخلصين وصادقين. وعند دراسة حياتهم ومعرفة أنهم كانوا علي استعداد بالتضحية بحياتهم لأجل إيمانهم، فإنه سريعًا ما ندرك أنه بالرغم من أنهم كانوا أناسًا عاديين ولكنهم آمنوا بأن الله تحدث اليهم وأوحى لهم. والرجال الذين كتبوا العهد الجديد ومئات من المؤمنين الآخرين كانوا على علم اليقين بصحة ما هو مكتوب لأنهم عاينوا المسيح شخصيًا وعاشوا معه في حياته، بل أيضًا بعد إقامته من الأموات. عند رؤية المسيح المنتصر بعد قيامته من الأموات تأثرت بل تغيرت حياة الكثيرين من أتباعه. لقد تغير وضعهم من الاختباء والخوف إلى استعدادهم للتضحية بحياتهم حتى الموت؛ في سبيل نشر رسالة المسيح. حياتهم وموتهم أيضًا دليل لصحة مادونوه وأن الكتاب المقدس حقًا كلمة الله .


ومثال آخير هو عدم القدرة على تدمير الكتاب المقدس، بسبب أهمية الكتاب المقدس والإعلان بأنه كلمة الله، فأنه تعرض لهجمات ومحاولات لتدميره أكثر من أي كتاب آخر في التاريخ. بداية من أباطرة الرومان مثل: دقلديانوس، والمنظمات الديكتاتورية الشيوعية، وحتى في عالمنا المعاصر من خلال الملحدين، فإن الكتاب المقدس ظل صامدًا لا يتزعزع. بل، وأنه أكثر الكتب نشرًا و توزيعًا في العالم حتى يومنا هذا .


خلال السنوات الماضية، تعامل المتشككون مع الكتاب المقدس بأنه مجموعة من القصص الأسطورية، ولكن البحث التاريخي وعلم الآثار أكدا أنه كتابًا دقيقًا من الناحية التاريخية. ومن ناحية أخرى، تعامل معه المعارضين على أنه كتابًا بدائيًا وقديمًا، لكن المبادئ الأخلاقية المحتواة في الكتاب المقدس كانت ولا تزال لها تأثير إيجابي قوي على المجتمعات والأمم المختلفة في العالم كله. مازال الكتاب المقدس يتلقى الهجمات ممن يسمونهم العلماء والاتجاهات السياسية، ولكنه مازال قويًا ومؤثرًا اليوم كما كان في اليوم الذي دُوِّن فيه. هذا الكتاب كان ومازال يحمل تأثيرًا إيجابيًا على حياة الكثيرين من الناس والحضارات منذ 2000 عامًا مضوا. وبالرغم من الهجمات والاتهامات لكنه يظل كتابًا مؤثرًا قويًا دقيقًا وصحيحًا كما كان. الدقة الموجودة على صفحاته تؤكد لنا أنه لم يتغير، ولم يُحَرَّف بل إنه حقًا كلمة الله الكاملة. وصمود الكتاب في مواجهة كثير من الصعاب هو واقع غير مفاجئ إذ قال المسيح: "'السماءُ والأرضُ تزولانِ، ولكن كلامي لا يَزولُ" (مرقس 13: 31). وبعد النظر إلى الدلائل الكثيرة، يمكن للمرء أن يقول بكل تأكيد: "نعم – إن الكتاب المقدس هو حقًا كلمة الله."