هل خلق الله الشر؟
- المصدر: Got Questions
- تاريخ النشر: 11/09/2018
- القسم: اسئلة عن الله
في البداية يبدو لنا بما أن الله قام بخلق جميع الأشياء، فهذا يتضمن الشر أيضًا. ولكن، هذا اعتقاد يجب أن يُوَضَح. فالشر ليس "شيئًا" ملموسًا – مثل الحجارة أو الماء. فلا يمكنك ملئ وعاءً بالشر. بل الشر شيء يحدث مثل المشي والجري. فلا وجود له بصورة مستقلة – ولكنه يظهر عند عدم وجود شيء جيد. على سبيل المثال: الثقوب شيء حقيقي، ولكنها لا توجد وحدها. فنحن نسمي عدم وجود التراب في مكان ما "حفرة". ولكن لا وجود للحفرة من غير التراب. فعندما قام الله بالخلق، كان كل شيء جيدًا. وواحد من هذه الأشياء الجيدة هو البشر، وهم خُلقوا بإرادة حرة لاختيار الخير. ولكي يكون للإنسان حرية الاختيار بصورة كاملة، كان لا بد أن يوجد شيء آخر غير الخير. لذلك، سمح الله للبشر والملائكة أن يختاروا الخير أو عدمه (أي الشر). وعندما توجد علاقة سيئة بين شيئين جيدين، نسمي ذلك بالشر، ولكنه ليس "شيئًا" ملموسًا يتطلب أن يخلقه الله.
وربما يقوم التالي بتوضيح هذه النقطة: إن قمت بسؤال شخص ما: "هل البرد موجود؟" فإجابته ستكون في الغالب: نعم. ولكن، ذلك غير صحيح. فالبرد غير موجود. البرد هو عدم وجود الدفء. وأيضًا الظلام لا يوجد. فالظلام هو عدم وجود النور. ومماثل لذلك أن الشر هو عدم وجود الخير، أو أن الشر هو عدم وجود الله. فالله لم يخلق الشر، ولكن كان فقط عليه أن يسمح بعدم وجود الخير.
وبالنظر إلى مثال أيوب في الأسفار 1 و 2، نرى أن إبليس أراد أن يدمر أيوب. والله سمح لإبليس أن يفعل أي شيء، فيما عدا قتل أيوب. وسمح الله بذلك؛ كي يثبت لإبليس أن أيوب رجل صالح، لأنه يحب الله وليس لأن الله قد باركه بغنى. فالله له السلطة المطلقة وهو المتحكم في جميع الأمور. فإبليس لا يستطيع أن يفعل أي شيء، إن لم يسمح له الله بذلك. فالله لم يخلق الشر، ولكنه يسمح بحدوثه. فإن لم يسمح الله للبشر والملائكة باختيار الشر، لكانوا يخدمون الله رغمًا عنهم وليس طوعًا. والله لم يرد أن يخلق "إنسانًا آليًا مبرمجًا" يفعل ما يطلب منه. ولكن أراد الله أن يكون للإنسان إرادة حرة، وإختيار بين محبة الله وإختيار الشر.
ولا توجد إجابات محددة لهذه الأسئلة، التي لا نستطيع استيعابها. فنحن كبشر محدودين، لا نستطيع أن نفهم بصورة كلية إلهًا غير محدود (رومية 11: 33، 34). وفي بعض الأحيان، نعتقد أننا نستطيع أن نفهم لماذا يفعل الله شيئًا، فتكتشف أن الهدف كان شيئًا آخر تمامًا. فالله ينظر للأشياء بنظرة أبدية، بينما ننظر نحن إليها بنظرة أرضية. لماذا خلق الله البشر، وهو يعلم أن آدم وحواء سيخطئون، ويجلبون الشر والخطية والعذاب على كل البشرية؟ لماذا لم يخلقنا لنعيش في السماء في كمال ومن غير عذاب؟ وأفضل إجابة يمكنني أن أقدمها هي: أن الله لم يرِد أن يخلق جنس من الآلات، ليس لديها أي إرادة أو اختيار. ولكن، أراد الله أن يقدم لنا اختيارات حقيقية من خلالها يمكننا أن نقرر أن نعبده، أو أن نتجه إلى الشر. فإن لم نختبر الشر والعذاب، لن نتمكن من معرفة قيمة السماء وجمالها. فالله لم يخلق الشر، ولكنه سمح به. وإن لم يسمح الله بالشر، لكنا الآن نعبده مرغمين، وليس بناءًا على اختيارنا وإرادتنا الحرة.