سفر صموئيل الثاني - اصحاح 1 : 5
فَقَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ؟»
سفر صموئيل الثاني (1 :5)
1. وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ شَاوُلَ وَرُجُوعِ دَاوُدَ مِنْ مُضَارَبَةِ الْعَمَالِقَةِ، أَنَّ دَاوُدَ أَقَامَ فِي صِقْلَغَ يَوْمَيْنِ.
2. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِذَا بِرَجُل أَتَى مِنَ الْمَحَلَّةِ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ وَثِيَابُهُ مُمَزَّقَةٌ وَعَلَى رَأْسِهِ تُرَابٌ. فَلَمَّا جَاءَ إِلَى دَاوُدَ خَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ.
3. فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟» فَقَالَ لَهُ: «مِنْ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ نَجَوْتُ».
4. فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ كَانَ الأَمْرُ؟ أَخْبِرْنِي». فَقَالَ: «إِنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ مِنَ الْقِتَالِ، وَسَقَطَ أَيْضًا كَثِيرُونَ مِنَ الشَّعْبِ وَمَاتُوا، وَمَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ أَيْضًا».
5. فَقَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ؟» سفر صموئيل الثاني (5:1)
6. فَقَالَ الْغُلاَمُ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «اتَّفَقَ أَنِّي كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ وَإِذَا شَاوُلُ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ، وَإِذَا بِالْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانِ يَشُدُّونَ وَرَاءَهُ.
7. فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ فَرَآنِي وَدَعَانِي فَقُلْتُ: هأَنَذَا.
8. فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَالِيقِيٌّ أَنَا.
9. فَقَالَ لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لأَنَّهُ قَدِ اعْتَرَانِيَ الدُّوَارُ، لأَنَّ كُلَّ نَفْسِي بَعْدُ فِيَّ.
10. فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّهُ لاَ يَعِيشُ بَعْدَ سُقُوطِهِ، وَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَالسِّوارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي ههُنَا».
11. فَأَمْسَكَ دَاوُدُ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا، وَكَذَا جَمِيعُ الرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ.
12. وَنَدَبُوا وَبَكَوْا وَصَامُوا إِلَى الْمَسَاءِ عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى يُونَاثَانَ ابْنِهِ، وَعَلَى شَعْبِ الرَّبِّ وَعَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُمْ سَقَطُوا بِالسَّيْفِ.
13. ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا ابْنُ رَجُل غَرِيبٍ، عَمَالِيقِيٌّ».
14. فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ لَمْ تَخَفْ أَنْ تَمُدَّ يَدَكَ لِتُهْلِكَ مَسِيحَ الرَّبِّ؟».
15. ثُمَّ دَعَا دَاوُدُ وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَالَ: «تَقَدَّمْ. أَوْقِعْ بِهِ». فَضَرَبَهُ فَمَاتَ.
16. فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ لأَنَّ فَمَكَ شَهِدَ عَلَيْكَ قَائِلاً: أَنَا قَتَلْتُ مَسِيحَ الرَّبِّ».
17. وَرَثَا دَاوُدُ بِهذِهِ الْمَرْثَاةِ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنَهُ،
18. وَقَالَ أَنْ يَتَعَلَّمَ بَنُو يَهُوذَا «نَشِيدَ الْقَوْسِ». هُوَذَا ذلِكَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ يَاشَرَ:
19. «اَلظَّبْيُ يَا إِسْرَائِيلُ مَقْتُولٌ عَلَى شَوَامِخِكَ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ!
20. لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ. لاَ تُبَشِّرُوا فِي أَسْوَاقِ أَشْقَلُونَ، لِئَلاَّ تَفْرَحَ بَنَاتُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِئَلاَّ تَشْمَتَ بَنَاتُ الْغُلْفِ.
21. يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ لاَ يَكُنْ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ، وَلاَ حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ، لأَنَّهُ هُنَاكَ طُرِحَ مِجَنُّ الْجَبَابِرَةِ، مِجَنُّ شَاوُلَ بِلاَ مَسْحٍ بِالدُّهْنِ.
22. مِنْ دَمِ الْقَتْلَى، مِنْ شَحْمِ الْجَبَابِرَةِ لَمْ تَرْجعْ قَوْسُ يُونَاثَانَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَيْفُ شَاوُلَ لَمْ يَرْجعْ خَائِبًا.
23. شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا. أَخَفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأَشَدُّ مِنَ الأُسُودِ.
24. يَا بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، ابْكِينَ شَاوُلَ الَّذِي أَلْبَسَكُنَّ قِرْمِزًا بِالتَّنَعُّمِ، وَجَعَلَ حُلِيَّ الذَّهَبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنَّ.
25. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ فِي وَسَطِ الْحَرْبِ! يُونَاثَانُ عَلَى شَوَامِخِكَ مَقْتُولٌ.
26. قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدًّا. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ.
27. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ وَبَادَتْ آلاَتُ الْحَرْبِ!».
1. وكان بعد موت شاول ورجوع داود من مضاربة العمالقة، أن داود أقام في صقلغ يومين.
2. وفي اليوم الثالث إذا برجل أتى من المحلة من عند شاول وثيابه ممزقة وعلى رأسه تراب. فلما جاء إلى داود خر إلى الأرض وسجد.
3. فقال له داود: «من أين أتيت؟» فقال له: «من محلة إسرائيل نجوت».
4. فقال له داود: «كيف كان الأمر؟ أخبرني». فقال: «إن الشعب قد هرب من القتال، وسقط أيضا كثيرون من الشعب وماتوا، ومات شاول ويوناثان ابنه أيضا».
5. فقال داود للغلام الذي أخبره: «كيف عرفت أنه قد مات شاول ويوناثان ابنه؟» سفر صموئيل الثاني (5:1)
6. فقال الغلام الذي أخبره: «اتفق أني كنت في جبل جلبوع وإذا شاول يتوكأ على رمحه، وإذا بالمركبات والفرسان يشدون وراءه.
7. فالتفت إلى ورائه فرآني ودعاني فقلت: هأنذا.
8. فقال لي: من أنت؟ فقلت له: عماليقي أنا.
9. فقال لي: قف علي واقتلني لأنه قد اعتراني الدوار، لأن كل نفسي بعد في.
10. فوقفت عليه وقتلته لأني علمت أنه لا يعيش بعد سقوطه، وأخذت الإكليل الذي على رأسه والسوار الذي على ذراعه وأتيت بهما إلى سيدي ههنا».
11. فأمسك داود ثيابه ومزقها، وكذا جميع الرجال الذين معه.
12. وندبوا وبكوا وصاموا إلى المساء على شاول وعلى يوناثان ابنه، وعلى شعب الرب وعلى بيت إسرائيل لأنهم سقطوا بالسيف.
13. ثم قال داود للغلام الذي أخبره: «من أين أنت؟» فقال: «أنا ابن رجل غريب، عماليقي».
14. فقال له داود: «كيف لم تخف أن تمد يدك لتهلك مسيح الرب؟».
15. ثم دعا داود واحدا من الغلمان وقال: «تقدم. أوقع به». فضربه فمات.
16. فقال له داود: «دمك على رأسك لأن فمك شهد عليك قائلا: أنا قتلت مسيح الرب».
17. ورثا داود بهذه المرثاة شاول ويوناثان ابنه،
18. وقال أن يتعلم بنو يهوذا «نشيد القوس». هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر:
19. «الظبي يا إسرائيل مقتول على شوامخك. كيف سقط الجبابرة!
20. لا تخبروا في جت. لا تبشروا في أسواق أشقلون، لئلا تفرح بنات الفلسطينيين، لئلا تشمت بنات الغلف.
21. يا جبال جلبوع لا يكن طل ولا مطر عليكن، ولا حقول تقدمات، لأنه هناك طرح مجن الجبابرة، مجن شاول بلا مسح بالدهن.
22. من دم القتلى، من شحم الجبابرة لم ترجع قوس يوناثان إلى الوراء، وسيف شاول لم يرجع خائبا.
23. شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان في حياتهما لم يفترقا في موتهما. أخف من النسور وأشد من الأسود.
24. يا بنات إسرائيل، ابكين شاول الذي ألبسكن قرمزا بالتنعم، وجعل حلي الذهب على ملابسكن.
25. كيف سقط الجبابرة في وسط الحرب! يوناثان على شوامخك مقتول.
26. قد تضايقت عليك يا أخي يوناثان. كنت حلوا لي جدا. محبتك لي أعجب من محبة النساء.
سفر صموئيل الثاني - اصحاح 1 فى سطور
أن داود أقام في صقلغ يومين. وفي اليوم الثالث إذا برجل أتى من المحلة من عند شاول وثيابه ممزقة وعلى رأسه تراب. ومات شاول ويوناثان ابنه أيضا». فقال داود للغلام الذي أخبره: «كيف عرفت أنه قد مات شاول ويوناثان ابنه؟» فقال لي: قف علي واقتلني لأنه قد اعتراني الدوار، فوقفت عليه وقتلته لأني علمت أنه لا يعيش بعد سقوطه، وكذا جميع الرجال الذين معه. وندبوا وبكوا وصاموا إلى المساء على شاول وعلى يوناثان ابنه، وعلى شعب الرب وعلى بيت إسرائيل لأنهم سقطوا بالسيف. فقال له داود: «دمك على رأسك لأن فمك شهد عليك قائلا: أنا قتلت مسيح الرب». ورثا داود بهذه المرثاة شاول ويوناثان ابنه، هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر: «الظبي يا إسرائيل مقتول على شوامخك. يا جبال جلبوع لا يكن طل ولا مطر عليكن، مجن شاول بلا مسح بالدهن. أخف من النسور وأشد من الأسود.