السؤال: هل الله موجود؟ هل هناك دلائل على وجود الله؟
- Source: Got Questions
- Published date: 11/09/2018
- Category : اسئلة عن الله
من المشوق أن هذه القضية تجذب كثيرًا من الجدل. الإحصائيات تدل على أن 90 بالمائة من الناس في العالم يؤمنون بوجود الله(الإحصائية من أين؟). ومن المثير للاهتمام، أن مسئولية إثبات وجود الله، تقع على عاتق هؤلاء الذين يؤمنون بوجود الله، وليس العكس!
ولكن، وجود الله لا يمكن إثباته أو عدم إثباته. يقول الكتاب المقدس إنه علينا أن نقبل حقيقة وجود الله بالايمان. "ولكن بدونِ إيمانٍ لا يُمكِنُ إرضاؤُهُ، لأنَّهُ يَجِبُ أنَّ الّذي يأتي إلَى اللهِ يؤمِنُ بأنَّهُ مَوْجودٌ، وأنَّهُ يُجازي الّذينَ يَطلُبونَهُ." (عبرانيين 11: 6). إذا أراد الله، فإنه بإمكانه الظهور والإثبات للعالم كله بأنه موجود. ولكنه إن فعل ذلك، لن يكون هناك احتياج للإيمان. "قالَ لهُ يَسوعُ: «لأنَّكَ رأيتَني يا توما آمَنتَ! طوبَى للّذينَ آمَنوا ولَمْ يَرَوْا»." (يوحنا 20: 29).
هذا لا يعني أنه لا توجد دلائل تثبت أن الله موجود، فالكتاب المقدس يعلن "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه، بذلك تتحادث الأيام أبلغ حديث، وتتخاطب به الليالي. لا يصدر عنها كلام، لكن صوتها يسمع واضحًا، انطلق صوتهم إلى الأرض كلها، وكلامهم إلى أقاصي العالم" (مزمور 19: 1-4؛ ترجمة الحياة). بالنظر إلى النجوم، أو فهم اتساع حدود الكون، أو دراسة عجائب الطبيعة، أو مجرد رؤية غروب الشمس – نجد أن لدينا دلائل تشير إلى الله الخالق. وإن كانت كل هذه الدلائل غير كافية، بالنسبة لأحدهم، فهناك أيضًا دلائل في قلوبنا. يقول الكتاب المقدس في جامعة 3: 11 "صَنَعَ الكُلَّ حَسَنًا في وقتِهِ، وأيضًا جَعَلَ الأبديَّةَ في قَلبِهِمِ، الّتي بلاها لا يُدرِكُ الإنسانُ العَمَلَ الّذي يَعمَلُهُ اللهُ مِنَ البِدايَةِ إلَى النِّهايَةِ." هناك إحساسًا عميقًا في كياننا يدرك أنه هناك شيئًا آخرًا بعد هذه الحياة، وخلف خليقة هذا العالم كله. يمكننا أن ننكر هذه المعرفة بعقولنا، ولكن وجود الله فينا مازال موجودًا. وبرغم ذلك كله، يحذرنا الكتاب المقدس أن بعض الناس ينكرون وجود الله، ''قالَ الجاهِلُ في قَلبِهِ: «ليس إلهٌ». فسدوا ورَجِسوا بأفعالِهِمْ. ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا." (مزمور 14: 1). وحيث أن الأغلبية من الناس على مر العصور، من جميع الحضارات والبلدان والقارات المختلفة مازالوا يؤمنون بوجود الله بشكل أو بأخر – لا بد من وجود شيء ما أو شخص ما مسئول عن هذا الاعتقاد الراسخ.
وبالإضافة إلى النظريات الكتابية التي تثبت وجود الله، هناك أيضًا نظريات علمية.
النظرية الأولى هي: النظرية المنطقية. وأكثر أنواع هذه النظريات شيوعًا هي التي تستخدم مبدأ تعريف الله لإثبات وجوده. وتُعَّرِف هذه النظرية الله بأنه: (ذاك المدرك الذي يفوق في العظمة أي شيء آخر). وحيث أن الموجود أعظم من غير الموجود. إذًا فأن أعظم كائن مدرك لابد أن يكون موجودًا. إن كان الله غير موجود، فأنه لن يعتبر أعظم كائن مدرك – وهذا يناقض تعريف الله السابق.
النظرية الثانية هي: النظرية التطبيقية، وهي نظرية مبنية على المبدأ؛ حيث إنه من الواضح أن الكون مبني على نظام معقد وعجيب، لابد أن يكون هناك مهندس إلهي. فمثلًا، إن كان موقع الكرة الأرضية بضعة كيلومترات أقرب أو أبعد من الشمس، فلن تكون المكان المناسب للحياة الموجودة عليها. وإن كانت العناصر الجوية مختلفة ولو بمجرد كسور، لمات كل شيء موجود على الأرض.
النظرية الثالثة لوجود الله هي: النظرية الكونية، و هي: لكل مُسبب، سبب خلفه. الكون وكل مافيه هو مُسَبَب، و عليه لابد أن يكون هناك سبب لوجود كل الأشياء. أيضًا لا بد أن يكون هناك شيء (غير مُسَبَب) موجود، وهذا الشيء هو السبب في وجود جميع الأشياء. هذا الشيء "الغير مُسَبَب" هو الله.
النظرية الرابعة هي: النظرية الأخلاقية، وفيها أن كل من بلاد العالم خلال التاريخ كان له نظام قانوني معين. كل منا لديه معرفة بالحق والباطل، القتل، السرقة، الكذب، الغش كلها صفات غير أخلاقية متفق عليها في جميع البلاد. من أين أتت هذه المعرفة بالحق والباطل، إن لم تكن من الله القدوس؟
وبرغم كل هذا، يقول لنا الكتاب المقدس أن الناس سيرفضون معرفة الله الواضحة والصريحة، ويقبلون الضلال. رومية 1: 25 يعلن، "الّذينَ استَبدَلوا حَقَّ اللهِ بالكَذِبِ، واتَّقَوْا وعَبَدوا المَخلوقَ دونَ الخالِقِ، الّذي هو مُبارَكٌ إلَى الأبدِ. آمينَ." وكذلك يعلن الكتاب المقدس أنه لا يوجد عذر للإنسان الذي لا يؤمن بالله، "'لأنَّ أُمورَهُ غَيرَ المَنظورَةِ تُرىَ منذُ خَلقِ العالَمِ مُدرَكَةً بالمَصنوعاتِ، قُدرَتَهُ السَّرمَديَّةَ ولاهوتهُ، حتَّى إنهُم بلا عُذرٍ. " (رومية 1: 20).
بعض الناس يدعون أنهم لا يؤمنون بالله لأنه شيء (غير علمي) أو لأنه (لا يوجد إثبات). ولكن الحقيقة، أن الناس يدركون أنهم حالما يعترفون بوجود الله يصبحون مسئولين أمامه، وفي احتياج إلى غفرانه (رومية 3: 23؛ 6: 23). إن كان الله موجودًا إذًا نحن مسئولون عن أفعالنا أمامه. أما إن كان الله غير موجود فأنه يمكننا أن نفعل أي شيء نريده من غير أن نهتم بالحساب مع الله. وأعتقد أن هذا هو السبب الأساسي للإيمان بنظرية التطور – إذ أن من خلال الإيمان بهذه النظرية، لا يحتاج الإنسان أن يؤمن بالله الخالق. الله موجود والجميع يعلمون هذه الحقيقة. ومحاولة إثبات عدم وجوده بمنتهي التشدد، فهذا الفعل في حد ذاته يثبت وجوده.
اسمح لي بالقاء فكرة أو نظرية أخيرة تثبت وجود الله؛ كيف أعرف أن الله موجود؟
أنا أعلم أنه موجود لأني أتحدث معه كل يوم. ربما لا أسمع صوته بأذني ولكن أشعر بحضوره. أدرك قيادته لحياتي، أعلم بحبه، وأطلب نعمته. هناك أحداث معينة حدثت في حياتي، لا يوجد لها أي تفسير آخر غير وجود الله. بطريقة معجزية أنقذ الله حياتي وخلصني وغيّر مجرى حياتي. وأنا لا أملك إلا أن أعترف بوجوده وأحمده. كل هذه النظريات لا يمكنها أن تقنع أي شخص قد قرر أن ينكر ما هو واضح للعيان.
في النهاية، لابد أن يُقبَل وجود الله بالإيمان (عبرانيين 11: 6). الإيمان هو ليس قفزة عمياء في الظلام، بل هو اتخاذ خطوة آمنة إلى حجرة يقف فيها 90 بالمائة من أفراد العالم.