الإجابة على هذا السؤال تعتمد على من هو "الله".  ولا يمكن إنكار أن نظرة المسيحيين والمسلمين إلى الله متشابهة جدًا.  فالفريقان يتفقان على أن الله مطلق السلطة، كلي القدرة، عليم بكل شيء، يملأ الوجود، قدوس، عادل، وصالح. ويتفقون على الإيمان بالله خالق الكون وكل ما فيه.  فلذلك، بحسب الظاهر يعبد المسيحيون والمسلمون إله واحد.

ولكن في نفس الوقت نجد أنه توجد اختلافات أساسية بين النظرتين.  فبينما يؤمن المسلمون بأن بعضًا من صفات الله هي المحبة، الرحمة، والنعمة فالله لا يُظهر هذه الصفات بنفس الطريقة التي يؤمن بها المسيحيون.  وربما يقع أهم اختلاف بين الإيمان المسيحي والإيمان بالإسلام في أن المسيحيين يؤمنون بأن الله تجسد وجاء إلى الأرض في صورة إنسان (أي يسوع المسيح) وهو شيء هام جدًا لفهم ومعرفة الله.  ونجد أن المسلمين يؤمنون بأن هذا تجديف على الله، بل وهو كفر. المسلمون لا يقبلون أنه كان لابد لله أن يصبح انسانًا؛ ليحمل خطية العالم. الله تجسد آخذًا صورة إنسان؛ لكي يتعاطف معنا.  ولكن الأهم من ذلك، لكي يمنحنا الخلاص والمغفرة لخطايانا.

فإذًا، هل يعبد المسلمون والمسيحيون إله واحد؟  الإجابة: نعم ولا، في نفس الوقت. ربما يجب أن يكون السؤال: "هل يحمل المسلمون والمسيحيون نفس المفهوم عن الله؟"  الإجابة لذلك، هي: كلا. فهناك اختلافات أساسية بين النظرتين. لا يمكن أن يكون الدينان صحيحان! ونحن نؤمن أن النظرة المسيحية هي النظرة الصحيحة؛ فبغير الخلاص لا يمكن لثمن خطايانا أن يُدفع.  وحيث أن الله وحده هو من يمكنه دفع الثمن. فقد أمكن لله من خلال التجسد أن يموت من أجلنا، دافعًا ثمن خطايانا و آثامنا (رومية 5: 8؛ كورنثوس الثانية 5: 21).