لماذا يختلف نسب المسيح الموجود في إنجيل متى عن ما هو موجود في إنجيل لوقا؟

 لماذا يختلف نسب المسيح الموجود في إنجيل متى عن ما هو موجود في إنجيل لوقا؟
  • Source: Got Questions
  • Published date: 08/09/2018
  • Category : اسئلة عن يسوع

نجد أن نسب المسيح مدون في الكتاب المقدس في إنجيل متى الأصحاح الأول وإنجيل لوقا الأصحاح الثالث (23- 38).  ويتابع متى نسب المسيح بداية من إبراهيم. أما لوقا فيتابع النسب بداية من آدم. ولكن، يوجد أسباب تدعونا نعتقد أن متى ولوقا قد قاما بتدوين نسب المسيح من ناحيتين مختلفتين.  فمثلاً، يقول متى أن يوسف ابن يعقوب (متى 1: 16)، بينما يقول لوقا أن يوسف ابن هالي (لوقا 3: 23). ويتابع متى النسب من خلال سليمان ابن داود (متى 1: 6)، بينما يتابع لوقا النسب من خلال ناثان ابن داود (لوقا 3: 31).  والحقيقة إن الأسماء الوحيدة المشتركة بين النسبين هما شَألتئيل وزَرُبابل (متى 1: 12؛ لوقا 3: 27). فما هو التفسير لذلك الاختلاف؟

يشير البعض لهذه الاختلافات، كأخطاء موجودة في الكتاب المقدس.  ولكننا نعلم أن اليهود تفوقوا في تدوين التاريخ والاحتفاظ بالمعلومات، وخاصة التي تتعلق بالنسب.  فمن غير المعقول أن يتابع كل من متى ولوقا نفس النسب، ويدونان نسبين مختلفين تمامًا! فمن داود للمسيح لا يوجد أي تطابق.  وحتى عند الإشارة إلى الأسماء المتطابقة (فهم غالبًا أشخاص مختلفون). فنجد أن متى يقول أن شألتئيل ابن يَكُنيا، بينما يقول لوقا أن شألتئيل ابن نِيري.  وحيث أن هذه الأسماء كانت شائعة في ذلك الوقت (انظر: عزرا ونحميا)، فمن المرجح أنهما كانوا أشخاص مختلفين تمامًا.

واعتقاد آخر هو أن متى يصف نسب المسيح الرئيس، بينما يصف لوقا نسبه آخذًا في الاعتبار صلة الزواج.  فقد كان من الطبيعي في ذلك الوقت أنه عند موت رجل لم ينجب أبناء، أن يأخذ أخيه امرأته زوجة له. وعند إنجابها يحمل الطفل اسم المتوفى.  وبالرغم من أن هذا احتمال وارد، ولكنه لا يعقل أن يكون ذلك حدث في كل جيل من داود إلى المسيح!

فبالنظر لهذه الاحتمالات، نجد أن معظم علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن إنجيل لوقا دوّن نسب العذراء مريم، بينما دوّن إنجيل متى نسب يوسف النجار.  فقد تابع متى نسب يوسف؛ لأنه والد يسوع الشرعي، من خلال سليمان وداود. بينما تابع لوقا نسبه من خلال مريم العذراء (أم يسوع في الجسد)، من خلال ناثان ابن داود.  ولم يكن هناك كلمة يونانية تعبر عن زوج الابنة، فقد كان يوسف يعتبر ابن هالي بزواجه من ابنة هالي (مريم). ومن الناحيتين نجد أن المسيح جاء من نسب داود الملك، مما يجعله آهلاً أن يكون المسيّا المنتَظَر.  وأنه من الغير المألوف أن يتابع شخص ما النسب من خلال الأم. ولكن أيضًا، أنه من غير المألوف أن يولد شخص ما من عذراء! وأيضًا يذكر لوقا "الاعتقاد" الدارج بأن المسيح كان ابن يوسف (لوقا 3: 23).