هل التجسُّد يُنقِص من عظَمة الله؟
- تاريخ النشر: 02/12/2022
- القسم: مسيحيات
إن كان الله قد اختار أن يُعلن عن نفسه للبشر من خلال التجسّد أي أن يأخذ جسداً بشريّاً، فهل هذا يُقلِّل من شأنه تعالى؟ ولماذا لم يختَر طريقة أخرى تليق بمجده وجلاله؟!
"الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" الرسالة إلى فيلبي2: 6-7
يُحكى عن أحد ملوك بريطانيا في القرون الوسطى أنه كان يترك قصره ويرتدي ملابس عادية ثم يزور الفلاحين في القُرى ليواسيهم ويطيّب نفوسهم ويستمع إلى معاناتهم حتى عندما يعود إلى قصره يرسل المساعدات ويحلّ مشكلاتهم دون أن يعرفوا بأن الملك هو الزائر. تُرى هل قلّل هذا التصرُف من كرامة الملك وجلاله وشأنه كملك ورئيس للبلاد؟! الجواب بكل بساطة: لا! بل على العكس فبعد مرور الوقت وعندما اكتشف الشعب أن ملكهم يزورهم ويهتم بنفسه بمعاناتهم واحتياجاتهم، ازداد حبّهم له وولائهم لمملكته. على هذا القياس يمكننا القول أن تجسُّد الله لا يحطّ من كرامته أو جلاله أو ينقِص من عظمته ويحد من سموه أو بهائه كما يعترض البعض أو يتصور. على العكس، هذا يُزيده مجداً وجلالاً في أعيننا لأننا بالتجسُّد قد عرفنا أنه يحبنا محبة شخصية فائقة ويعطف علينا ويهتم بنا بدرجة لا تقدر عقولنا المحدودة القاصرة على إدراكها وتصوّرها.