من هو يسوع المسيح؟

من هو يسوع المسيح؟
  • المصدر: Got Questions
  • تاريخ النشر: 07/09/2018
  • القسم: اسئلة عن يسوع


 بخلاف السؤال الدارج: هل الله موجود؟  قليلون هم الأشخاص الذين تساءلوا عن حقيقة حياة يسوع المسيح.   وبصورة عامة فإنه من المتفق عليه أن يسوع المسيح وُلد في بيت لحم، وعاش على الأرض منذ ألفي عامًا.  ولكن، يبدأ الحوار عندما نتناول مسألة حقيقة شخص المسيح.  جميع ما يطلق البشر عليهم، مجازًا، الأديان السماوية، تعترف وتُعلِم بأن يسوع المسيح كان نبيًا ومعلمًا صالحًا، بل أنه أيضًا رجل الله.  هذا كله صحيحًا، ولكن الخلاف يكمن في أن الكتاب المقدس يعلمنا أن يسوع المسيح كان أكثر كثيرًا من مجرد نبي أو معلم.


يقول الكاتب المعروف، سي. إس. لويس في كتابه الشهير (المسيحية المجردة) الآتي: 


"إني أحاول أن أتجنب أي شخص يردد السخافات التي يتداولها بعض الناس عنه (أي عن يسوع المسيح) بالقول: أنهم على استعداد أن يقبلوا المسيح كمعلم أخلاقي صالح، ولكنهم لا يقبلونه بأنه الله.  هذا هو الشيء بذاته الذي يجب علينا ألا نقوله.  فإن كان هناك رجلًا قد نادي بتعاليم مماثلة لتعاليم المسيح، فذلك لا يجعله معلمًا صالحًا، بل يجعله إنسانا مختلًا عقليًا أو إبليس بنفسه!  فيجب عليك أن تتخذ قرارًا، إما هذا الرجل كان ومازال ابن الله، أو أنه مختل عقليًا، أو أسوأ.  بإمكانك أن تدعوه مجنونًا، تسأله أن يصمت، ترفض النظر في وجهه، تحتقره كأنه أبليس؛ أو أن تركع أمام قدميه وتعلن أنه سيدك وإلهك.  وفي كل من الأحوال فأنه ليس من اللائق أن ندعوه مجرد معلم صالح، لأنه في الحقيقة لم يترك لنا هذا الاختيار."


فماذا قال يسوع المسيح عن نفسه؟  وماذا يقول الكتاب المقدس عنه؟

على سبيل المثال، تأمل كلماته في إنجيل يوحنا 10: 30 فهو يقول "أنا والآبُ واحِدٌ".  فإن دققنا النظر، فربما لن ندرك للوهلة الأولى إدعاء المسيح بأنه الله، ولكن من المهم أيضًا أن نلقي نظرة علي رد فعل اليهود لهذه العبارة: "لَسنا نَرجُمُكَ لأجلِ عَمَلٍ حَسَنٍ، بل لأجلِ تجديفٍ، فإنَّكَ وأنتَ إنسانٌ تجعَلُ نَفسَكَ إلهًا" ( يوحنا 10: 33).  فنرى أن اليهود قد ترجموا عبارة يسوع بأنها إدعاء بأنه الله!   وأيضًا، نرى أنه في الآيات التالية أن يسوع المسيح لا يقوم بتصحيح معلوماتهم، بالقول: "أنا لم أدعِ أنني الله".  مما يوضح لنا أن يسوع المسيح كان يعني أن يعلن بأنه الله بقوله "أنا والآبُ واحِدُ" (يوحنا 10: 30).  مثال آخر يوجد في يوحنا 8: 58 وفي هذه الآية: "قالَ لهُمْ يَسوعُ: «الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: قَبلَ أنْ يكونَ إبراهيمُ أنا كائنٌ»".  وللمرة الثانية يرفع اليهود الحجارة؛ ليرجموا يسوع (يوحنا 8: 59).  لماذا حاول اليهود رجم يسوع بالحجارة، إن لم يؤمنوا بأن كلمات المسيح هي إدعاء واضح بأنه الله؟!


يوحنا 1: 1 يقول "كانَ الكلِمَةُ اللهَ".  ويوحنا 1: 14 يقول: "الكلِمَةُ صارَ جَسَدًا".  وتبين لنا الآيات بوضوح أن يسوع المسيح هو الله في الجسد.  أعمال الرسل 20: 28 يقول لنا: "احتَرِزوا إذًا لأنفُسِكُمْ ولِجميعِ الرَّعيَّةِ الّتي أقامَكُمُ الرّوحُ القُدُسُ فيها أساقِفَةً، لتَرعَوْا كنيسَةَ اللهِ الّتي اقتَناها بدَمِهِ."  من هو الذي اشترى الكنيسة بدمه؟   يسوع المسيح.  هنا في أعمال الرسل 20: 28 يعلن لنا أن الله اشترى الكنيسة بدمه.  إذًا، يسوع المسيح هو الله!


قال التلميذ توما للمسيح "رَبّي وإلهي!" (يوحنا 20: 28)، ولم يقم يسوع بانتهاره أو تصحيح ما قاله.  ونجد أيضًا أن الرسول بولس يشجعنا على انتظار مجيء الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح في (تيطس 2: 13). أيضًا انظر (بطرس الثانية 1: 1).  وفي سفر العبرانيين 1: 8، الله الآب يعلن عن الابن؛ يسوع المسيح "وأمّا عن الِابنِ: كُرسيُّكَ يا اللهُ، إلَى دَهرِ الدُّهورِ. قَضيبُ استِقامَةٍ قَضيبُ مُلكِكَ."


وفي رؤيا يوحنا، أوصى الملاك، يوحنا الرسول بأن يعبد الله وحده (رؤيا 19: 10).  ونرى إنه من خلال الأحداث المدونة في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح تلقى العبادة (متى 2: 11؛ 14: 33؛  28: 9، 17؛ لوقا 24: 52؛ يوحنا 9: 38).  ومع هذا نجد أن المسيح لم ينتهر الناس أو أتباعه؛ لعبادتهم أو مجاهرتهم بأنه الله.  إن لم يكن يسوع المسيح هو الله لفعل مثل الملاك في سفر الرؤيا، وانتهر من يعبد غير الله.  وهناك أيضًا كثيرًا من الآيات الأخرى الموجودة في الكتاب المقدس التي تثبت ألوهية يسوع المسيح.


ويعلن العهد القديم نبوات عن ألوهية المسيح "لأنَّهُ يولَدُ لنا ولَدٌ ونُعطَى ابنًا، وتَكونُ الرّياسَةُ علَى كتِفِهِ، ويُدعَى اسمُهُ عَجيبًا، مُشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رَئيسَ السَّلامِ." (إشعياء 9: 6).


فكما كتب الكاتب، سي. إس. لويس: "إن الإيمان بأن يسوع المسيح كمجرد معلم صالح، هو ليس اختيار وارد.  إذ أعلن يسوع المسيح بنفسه، وبكل وضوح وجهارة بأنه الله.  إن لم يكن هو الله، إذن فهو كاذب، وحاشا!  وإن كان كاذبًا، فهو لا يصلح أن يكون نبيًا أو معلمًا، أوحتى رجلًا صالحًا."


 يدعّي بعض العلماء المعاصرين أن (يسوع –الحقيقة التاريخية) لم يقل هذه الأشياء المدونة في الكتاب المقدس!  وأنا أتساءل: من نحن لنجادل الله وكلمته؟   كلمة الله هي التي تعلن لنا ما قاله المسيح.  وكيف يتسنى لشخص ما أن يعرف عن يسوع  بدون كلماته التي دونت من خلال أتباعه، والذين عاشروه وتعلموا منه منذ أكثر من ألفي عام (يوحنا 14: 26)؟


لماذا يشكل السؤال عن شخص المسيح أهمية عظمى؟  ولماذا يهمنا أن نعرف إن كان يسوع المسيح هو الله؟ 


السبب الرئيس لأهمية معرفة شخص المسيح، هو: إن لم يكن المسيح هو الله المتجسد فإذًا موته لم يكن كافيًا؛ لرفع خطية العالم وتحمل العقاب الواجب على البشرية كلها (يوحنا الأولى 2: 2).  الله وحده هو القادر أن يدفع عنا هذا الَدين العظيم (رومية 5: 8 و كورنثوس الثانية 5: 21).


كان لا بد أن يكون يسوع هو الله ليتحمل عنا ديوننا.  وكان أيضًا لا بد ليسوع أن يصبح إنسانًا؛ ليموت من أجلنا ويتحمل عنا العقاب.  الفداء متاح لنا فقط، من خلال الإيمان بيسوع المسيح وتجسده وألوهيته، والإيمان بأنه الطريق الوحيد للخلاص.  ألوهية المسيح هي سبب إعلانه: "أنا هو الطَّريقُ والحَقُّ والحياةُ. ليس أحَدٌ يأتي إلَى الآبِ إلّا بي." (يوحنا 14: 6).