هل صومي مقبول؟

هل صومي مقبول؟
  • تاريخ النشر: 05/04/2023
  • القسم: اسئلة هامه

مساحة حُرّة أسأل فيها: هل صومي مقبول؟


"يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟" سفر اشعياء 58: 3

سفر إشعياء - اصحاح 58 : 3


عزيزي القارئ الصائم، المُمتنع عن الطعام والشراب فى حَر النهار القاسي وسط أعمالك ومشغولياتك، إسمح لي أن أشاركك بفكرة أو بخاطرة كثيراً ما راودتني عندما أكون صائماً: هل ما أفعله مقبول عند الله سبحانه؟ تُرى ما إجابة خالقي على هذا السؤال الهامّ؟!


لقد بحثتُ وقرأتُ وهذا ما وجدتُ: 


أولاً، لننتبه لِما نفعله ونقوم به سنة وراء سنة. فمهما كانت عدد السنين، إن لم يكن صيامنا على أساس إلهي صحيح فلن يكون مقبولاً عند الله. الخطأ لا يَكتسب صِحّةً بمرور الأيام بل يكتسب إدانة ويطلب تصحيح وتوبة حقيقية من القلب. وحتى لا تضيع كل أفعالنا هباءً وكأننا لم نفعل شيئاً علينا أن نبحث ونفهم ونصحّح ممارساتنا!


ثانياً، وأنت مهموم ومشغول فى شهر الصيام، هل فكرت أن تنظر بموضوعية إلى الأمر (أو الأمور) التي تأخذ مساحة عقلك وفكرك ويومك خلال الصيام؟ حاول أن تنظر بموضوعية وستجد أنك وكل المحيطين بك سواء في الإعلام أو العمل أو الأسرة ينحصر كل تفكيرنا في كيفية تحضير أشهى وألذ المأكولات والمشروبات طوال الشهـر. الكل مشغول بالأمر الذي نمتنع عنه خلال ساعات النهار. أليس هذا بغريب؟! 


ثالثاً، أين الله سبحانه في مشغوليتنا بالكلام عن الصوم؟ وما موقعه سبحانه من ذلك الأمر؟!


ربّما تكون مندهشاً من كلامي وتتهمني بأنني لا أفهم. لكن الحقيقية وبكل أسف أن الله أصبح مجرّد "الحاضر الغائب" (وحاشا لله أن يكون هذا). لكننا نحنُ الذين وضعناه في قوالب وكلمات تُردَّد باللسان ثم بعدها لا نعود نذكره ولا نتوق لعلاقة وصلة وثيقة تربطنا به.


عزيزي الصائم، هذه المساحة الحُرّة لا تقدّم لك إجابات بل تضعني وتضعك أمام أنفسنا وسلوكيّاتنا سواء في شهر الصوم أو في علاقتنا مع الله. تضعك وجهاً لوجه مع نفسك حتى تفكّر: "هل ما أقوم به حقيقي أم أنني مجرد مُمثِّل أتبع ما يمليه عليّ الغير دون أن أفحص صِحّة ما أمارسه؟"