ما هي العلاقة بين الصوم والصلاة؟

ما هي العلاقة بين الصوم والصلاة؟
  • المصدر: Got Questions
  • تاريخ النشر: 06/10/2018
  • القسم: اسئلة عن الصلاة

بالرغم من أن العلاقة بين الصلاة والصوم لا تذكر بشكل واضح في الكتاب المقدس، فيمكننا أن نجد خط تواصل بين الاثنين في العديد من المقاطع الكتابية. ونرى أن في العهد القديم أن الصيام مع الصلاة يعكس الاحتياج لله والاعتماد عليه في وقت العوز وقلة الحيلة. ونجد أنهما مقترنان وقت الحزن أو التوبة أو الاحتياج الروحي الشديد.


ونجد صوم وصلاة نحميا المذكور في أول أصحاح من سفر نحميا كانا نتيجة لحزنه الشديد لسماعه لما حدث لأورشليم. وصاحبت الدموع صلواته العديدة، والصوم والإعتراف نيابة عن شعبه والتوسل لله ليرحم شعبه. وحيث أن الصلاة التي قدمها لله كانت في غاية الأهمية فلقد رأي نحميا أنه لا وقت للتوقف وتناول الطعام. ونرى أن دانيال قد مر بظروف مماثلة جداً لظروف نحميا. "فاتجهت بنفسي إلى السيد الرب، أبتهل اليه بالصلاة والتضرعات والصوم وارتداء المسح والتعفر بالرماد" (دانيال 3:9). ومثل نحميا صام وصلى دانيال ليرحم الله شعبه، وقال "إننا أخطأنا وأثمنا وارتكبنا الشر، وتمردنا وانحرفنا عن وصاياك وأحكامك" (عدد 5).


وفي أمثلة عديدة، نجد أن الصيام متصل بالصلاة الشفاعية. فقد صلى داوود وصام عندما مرض طفله (صموئيل الثانية 16:12)، ونحب أمام الله متوسلاً (أعداد 21-22). وحثت إستير مردخاي واليهود ليصوموا من أجل حدث ظهورها أمام الملك زوجها (أستير 16:4). فمن الواضح أن الصيام والتوسل لله يمثلا نفس الشيء.


وهناك أيضاً أمثلة عديدة للصوم والصلاة في العهد الجديد، ولكن هذه الأمثلة ليست متصلة بالتوبة أو الاعتراف. فنجد في (لوقا 37:2) "لم تكن تفارق الهيكل وكانت تتعبد ليلاً ونهاراً بالصوم والدعاء". فقد كان عمر حنا 84 عاماُ ولكن خدمتها في هيكل الله كانت الصلاة والصوم بانتظار لفادي اسرائيل المنتظر. أيضاً نجد في العهد الجديد، أن كنيسة أنطاكية كانت تصوم وتعبد الله عندما أخبرهم الروح القدس عن إرسالية شاول و برنابا لعمل الله. وفي هذا الوقت صلوا وصاموا ووضعوا الأيدي على الرجلين وقاموا بإرسالهما. فنرى أمثلة الصلاة والصوم كجزء من عبادة الله وطلب رضاه. ولكن لا يوجد أي مقطع يدل على أن الله سيستمع للصلاة نتيجة للصيام. ولكن نجد أن الصيام يدل على إخلاص المصلين وحرارة صلاتهم المقدمة لله.


والشيء الواضح هنا هو أن: الصيام هو شيء يتعلق بالأولويات التي يضعها المؤمن أمامه والتي تؤهله أن يعبر عن نفسه وعن حالته الروحية لله بلا مقاطعة. وهذا يتضمن الانقطاع عن تناول الطعام أو المشروبات حتى يتمتع المؤمن بوقت من الشركة المتواصلة مع الله الآب. "فلنا الآن، أيها الأخوة حق التقدم بثقة إلى "قدس الأقداس" في السماء بدم يسوع" (عبرانيين 19:10)، فإن كان الصيام جزء من أجزائنا المفضلة من الإيمان بالمسيح. فلا يجب أن يكون الصيام أو الصلاة فرض أو عبء، بل هو احتفال بصلاح الله ورحمته لأولاده.