ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس؟
- المصدر: Got Questions
- تاريخ النشر: 11/09/2018
- القسم: اسئلة عن الله
إنه ليس من السهل توضيح الإيمان المسيحي بالثالوث الأقدس. إن الله عظيم بصورة غير محدودة، ولذلك فمن المنطقي أن لا نتوقع أن نفهم كل شيء عنه، إلا الذي أعلنه لنا. الكتاب المقدس يعلمنا أن الآب هو الله وأن يسوع المسيح هو الله وأن الروح القدس هو الله. ويعلمنا الكتاب المقدس أنه يوجد إله واحد. وبرغم من محاولتنا الفهم عن الثالوث الأقدس، فإنه من الحكمة أن ندرك من البداية أنه موضوع يصعب على العقل البشري إدراك كل أبعاده. ولكن، كل ذلك لا يعني أنه ليس حقيقة أو أن الثالوث الأقدس غير مبني على تعاليم كتابية.
يجب الأخذ في الاعتبار عند دراسة هذا الموضوع أن كلمة "الثالوث" غير مذكورة في الكتاب المقدس. ولكن هذا مجرد تعبير لمحاولة توضيح من هو الله. يجب علينا فهم أنه إله واحد وليس ثلاثة. الثالوث الأقدس هو يمثل الله، وأقانيمه الثلاثة. وليس هناك أي خطأ في استخدام تعبير الثالوث الأقدس. وإن كان غير مذكور في الكتاب المقدس لكنه مبني على تعاليم الكتاب المقدس. وإن كان ذلك يمثل لك مشكلة حاول أن تتذكر مثلاً إن التعبير "جد" غير مذكور في الكتاب المقدس، ولكننا نعلم أن الكتاب المقدس يذكر أجداد مختلفين. فعلى سبيل المثال، نحن نعلم أن إبراهيم كان جدًا ليعقوب. فلا تدع التعبير يعرقلك. فالأهم هنا هو الإيمان بالثالوث الأقدس، وهو بالقطع مذكور في الكتاب المقدس. والآن، وبعد أن انتهينا من المقدمة، دعونا نلقي نظرة إلى الآيات الكتابية التي تعلن الثالوث الأقدس:
1) يوجد إله واحد : تثنية 6: 4؛ كورنثوس 4:8؛ غلاطية 20:3؛ تيموثاوس الأولى 2: 5.
2) الثالوث الأقدس يتمثل في ثلاثة أقانيم: تكوين 1: 1، 26؛ 3: 22؛ 11: 7؛ إشعياء 6: 8؛ 48: 16؛ 61: 1؛ متى 3: 16، 17؛ 28: 19؛ كورنثوس الثانية 13: 14. في دراسة العهد القديم ندرك أهمية الإلمام باللغة العبرية. في تكوين 1: 1 يستخدم الاسم "إلوهيم" بصورة الجمع. وفي تكوين 1: 26؛ 3: 22؛ 11: 7؛ إشعياء 6: 8 يستخدم "نحن". وبالنظر إلى استخدام إلوهيم، نرى أن الكتاب المقدس يشير إلى أكثر من اثنين. في اللغة الإنجليزية يوجد "مفرد" و "جمع"، بينما في العبرية كما العربية يوجد "مفرد" و"مثنى" و "جمع". وصيغة الجمع استخدمت مع إلوهيم للإشارة إلى (الآب والابن والروح القدس).
في إشعياء 48: 16؛ 61: 1 يتحدث الابن بينما يشير إلى الآب والروح القدس. قارن إشعياء 61: 1 مع لوقا 4: 14- 19؛ لكي ترى فعلًا أنه الابن الذي يتحدث. والآيات في متى 3: 16، 17 تصف معمودية يسوع. ونرى هنا حلول الروح القدس على الابن، بينما يعلن الآب سروره بالابن. وفي متى 28: 19؛ كورنثوس الثانية 13: 14، أمثلة على الأقانيم الثلاثة.
3) أقانيم الثالوث الأقدس تظهر واضحة ومميزة في العهد القديم في: (التكوين 19: 24؛ هوشع 1: 4) و(مزمور 2: 7، 12؛ أمثال 30: 2- 4) يتحدث عن الآب والابن. و(عدد 27: 18) و(مزمور 51: 10- 12) يميّز بين الآب والروح القدس. و(مزمور 45: 6، 7؛ عبرانيين 1: 8، 9) يميز بين الله الابن والله الآب. ونفس الشيء واضح في العهد الجديد في يوحنا 14: 16، 17 يتحدث يسوع عن أن الله الآب سيرسل معينًا؛ أي الروح القدس. هذا يعني أن يسوع لم يعتبر نفسه الآب أو الروح القدس. وكثيرًا ما نرى في الكتاب يسوع المسيح يتحدث إلى الآب.
4) كل عضو في الثالوث هو الله: فالآب هو الله، يوحنا 6: 27؛ رومية 1: 7؛ بطرس الأولى 1: 2. الابن هو الله: يوحنا 1:1، 14؛ رومية 9: 5؛ كولوسي 2: 9؛ عبرانيين 1: 8؛ يوحنا الأولى 5: 20. الروح القدس هو الله: أعمال الرسل 5: 3، 4؛ كورنثوس الأولى 3: 16 (الروح القدس يسكن فينا – رومية 8: 9؛ يوحنا 14: 16، 17؛ أعمال الرسل 2: 1- 4).
5) الخضوع يمثل سمة متبادلة بين شخصيات الله المختلفة فنرى في الكتاب المقدس، أن الروح القدس يخضع لله الآب والابن، وإن الابن خاضعًا للآب. وهذا لا يقلل من أهمية أي من أقانيم الله. بالنسبة للابن نرى ذلك في لوقا 22: 42؛ يوحنا 5: 36؛ يوحنا 20: 21؛ رسالة يوحنا الأولى 4: 14. وبالنسبة للروح القدس فنرى ذلك في: يوحنا 14: 16، 26؛ 15: 26؛ 16: 7 وخاصة يوحنا 16: 13، 14.
6) دور أقانيم الثالوث الأقدس: الآب هو خالق الكون (كورنثوس الأولى 8: 6؛ رؤيا 4: 11)، هو مصدر الرؤيا الإلهية (رؤيا 1: 1)، ومصدر الخلاص (يوحنا 3: 16، 17)، وسبب أعمال ومعجزات يسوع على الأرض (يوحنا 5: 17؛ 14: 10).
الابن هو الذي من خلاله قام الآب بالأعمال التالية: 1) الخليقة (كورنثوس الأولى 8: 6؛ يوحنا 1: 3؛ كولوسي 1: 16، 17)، والرؤيا الإلهية (يوحنا 1: 1؛ متى 11: 27؛ يوحنا 16: 12- 15؛ رؤيا 1: 1)، والخلاص (كورنثوس الثانية 5: 19؛ متى 1: 21؛ يوحنا 4: 42). فالله الآب ينفذ كل هذه الأشياء من خلال الابن يسوع المسيح.
الروح القدس هو الوسيلة التي من خلالها يقوم الآب بالأعمال التالية: الخليقة (تكوين 1: 2؛ أيوب 26: 13؛ مزمور 104: 30)، والرؤيا الإلهية (يوحنا 16: 12- 15؛ أفسس 3: 5؛ بطرس الثانية 1: 21)، والخلاص (يوحنا 3: 6؛ تيطس 3: 5؛ بطرس الأولى 1: 2)، وأعمال يسوع (إشعياء 61: 1؛ أعمال الرسل 10: 38). فإن الآب يفعل كل هذه الأشياء بقوة الروح القدس.
وكل الوسائل التوضيحية الشائعة تعجز عن تقديم وصفًا دقيقًا للثالوث الأقدس. البيضة مثال غير جيد حيث أن البياض والصفار أجزاء من البيضة، ولكن بمفردهم لا يمثلون بيضة كاملة. في حين أن الماء الذي يأخذ أشكال متعددة، مثل: السائل والثلج والبخار هو مثال أقرب إلى الثالوث، ولكن مع الفارق. وهنا نجد بالفعل أن التعبيرات والتوضيحات تعجز عن وصف الله اللا محدود. فالكتاب المقدس يقول: "يا لَعُمقِ غِنَى اللهِ وحِكمَتِهِ وعِلمِهِ! ما أبعَدَ أحكامَهُ عن الفَحصِ وطُرُقَهُ عن الِاستِقصاءِ! «لأنْ مَنْ عَرَفَ فِكرَ الرَّبِّ؟ أو مَنْ صارَ لهُ مُشيرًا؟" (رومية 11: 33، 34).