ما هي المسيحية وبماذا يؤمن المسيحيون؟
- المصدر: Got Questions
- تاريخ النشر: 18/09/2018
- القسم: اسئلة هامه
كورنثوس الأولى 15: 1- 4 يقول "وأُعَرِّفُكُمْ أيُّها الإخوَةُ بالإنجيلِ الّذي بَشَّرتُكُمْ بهِ، وقَبِلتُموهُ، وتَقومونَ فيهِ، وبهِ أيضًا تخلُصونَ، إنْ كنتُم تذكُرونَ أيُّ كلامٍ بَشَّرتُكُمْ بهِ. إلّا إذا كنتُم قد آمَنتُمْ عَبَثًا! فإنَّني سلَّمتُ إلَيكُمْ في الأوَّلِ ما قَبِلتُهُ أنا أيضًا: أنَّ المَسيحَ ماتَ مِنْ أجلِ خطايانا حَسَبَ الكُتُبِ، وأنَّهُ دُفِنَ، وأنَّهُ قامَ في اليومِ الثّالِثِ حَسَبَ الكُتُبِ".
باختصار، هذا هو المعتقد المسيحي. وما يميز المسيحية عن جميع الأديان الأخرى هي أنها تعتمد على العلاقة مع الله، وليس على مجرد ممارسة طقوس معينة للعبادة. وبدلاً من اتباع ما هو حلال وما هو حرام، فإنها تركز على بناء وتوطيد علاقة حقيقية مع الله الآب. وهذه العلاقة ممكنة بسبب عمل يسوع المسيح، وبسبب تواجد الروح القدس في حياة المسيحي المؤمن .
المسيحيون يؤمنون أن الكتاب المقدس موحى به من الله، وأنه كلمة الله المعصوم من الخطأ، وإن تعاليم الكتاب المقدس هو السلطة العليا لحياة المسيحي (تيموثاوس الثانية 3: 16؛ وبطرس الثانية 1: 20، 21). وأيضًا يؤمن المسيحيون بأن الله واحد ويظهر لنا شخصه من خلال الثالوث الأقدس: الآب، والابن (يسوع المسيح)، والروح القدس.
ويؤمن المسيحيون بأن الإنسان قد خُلق ليتمتع بعلاقة مع الله. ولكن الخطية تفصل كل البشر عن الله (رومية 3: 23؛ 5: 12). وتُعلِّم المسيحية أن يسوع المسيح عاش على الأرض بكامل ألوهيته، ولكن في صورة إنسان (فيليبي 2: 6- 11)، ومات على الصليب، وأن المسيح دُفن، ولكنه قام من بين الأموات، والآن هو عن يمين الآب، كشفيع فينا (عبرانيين 7: 25). وتعلن المسيحية أن موت المسيح على الصليب كان كافيًا لدفع ثمن الخطية، والدَين الواجب على البشر بصورة كاملة، وإن بموته تم مصالحة الله مع الإنسان، وإعادة علاقته معه (عبرانيين 9: 11- 14؛ 10: 10؛ رومية 5: 8؛ 6: 23).
لكي نَخلُص، يجب علينا أن نضع ثقتنا وإيماننا في الله وعمله على الصليب من أجلنا. إن آمن أحد بأن المسيح مات على الصليب بدلاً عنه وأنه بذلك دفع ثمن ذنوبه، وأنه قام من الأموات، فهذا الشخص قد نال الخلاص. لا يمكن أن يفعل أي شخص أي شيء للحصول على الخلاص. لا يمكن أن يكون أي أحد "صالحًا" بمجرد أعماله؛ لأننا كلنا خطاة (إشعياء 64: 4- 7؛ 53: 6). ثانيًا: لا يوجد أي شيء آخر يحتاج إليه الإنسان. فالله أكمل عمله. ومن كلمات الرب يسوع على الصليب، قال: "قَد أُكمِل" (يوحنا 19: 30).
وبما أنه لا يمكن للإنسان أن يحصل على الخلاص بأعماله، ولكن بمجرد وضع ثقته وإيمانه في الله، فبنفس الطريقة لا يستطيع الإنسان أن يفقد خلاصه بأعماله. يوحنا 10: 27- 30 يقول: "ِخِرافي تسمَعُ صوتي، وأنا أعرِفُها فتتبَعُني. وأنا أُعطيها حياةً أبديَّةً، ولَنْ تهلِكَ إلَى الأبدِ، ولا يَخطَفُها أحَدٌ مِنْ يَدي. أبي الّذي أعطاني إيّاها هو أعظَمُ مِنَ الكُلِّ، ولا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَخطَفَ مِنْ يَدِ أبي. أنا والآبُ واحِدٌ".
ربما يفكر البعض، "هذا رائع، بما أنني حصلت علي الخلاص، فيمكنني أن أفعل ما أريده، ولن أفقد خلاصي!" ولكن الخلاص هو ليس الحرية أن تفعل ما تريد. الخلاص هو التحرر من الطبيعة الخاطئة، والتفرغ للتمتع بعلاقة حقيقية مع الله. وطالما يعيش المؤمنون على الأرض فمن المؤكد أنهم سيواجهون صراعًا مع الجسد والخطية. الخطية تحول بين الإنسان وبين التمتع بالعلاقة التي يرغبها الله معه. ولكن المسيحي المؤمن يمكنه الانتصار على الخطية؛ بدراسة وتطبيق وصايا الله (الكتاب المقدس) في حياته، والخضوع للروح القدس. فمن خلال ذلك، يسمح الإنسان لله بقيادة حياته في كل الظروف.
ففي حين أن معظم الأديان الأخرى تأمر الإنسان بما يجب أو لا يجب أن يفعله، فإن المسيحية مبنية على أساس العلاقة الدائمة مع الله. المسيحية مبنية على الإيمان بأن المسيح (الله الظاهر في الجسد) مات على الصليب دافعًا ثمن خطايانا، وقام ثانية. يمكنك أن تحصل على شركة مع الله. يمكنك الانتصار علي طبيعتك الخاطئة وأن تعيش في شركة وطاعة الله. هذه هي المسيحية الحقيقية المبنية على الكتاب المقدس وتعاليمه.