هل كان حقا المسيح موجودا؟ هل هناك أدلة تاريخية علي كينونة المسيح؟
- المصدر: Got Questions
- تاريخ النشر: 07/09/2018
- القسم: اسئلة عن يسوع
عندما يُطرح هذا السؤال، فأنه عادة ما يقوم السائل بإضافة: بجانب الكتاب المقدس. ونحن نعتقد أن الكتاب المقدس يعتبر مصدرًا تاريخيًا على وجود المسيح. فالعهد الجديد يحتوي على المئات من الشواهد التي تشير إلى يسوع المسيح. ويرجح أن كتابة الأناجيل تمت بعد موت المسيح بفترة. وحتى إن كان هذا الوضع (رغم إننا لا نؤيد هذا الترجيح) فإن المخطوطات التاريخية عن أحداث ما بعد وقوعها بمائتي عام تعتبر مصادر موثوق بها. وإضافة على ذلك فالأغلبية من العلماء (مسيحيين وغير مسيحيين) يتفقون على أن رسائل الرسول بولس (أو علي الأقل بعضًا منها) قد كتبها بولس بنفسه في منتصف القرن الأول الميلادي، حوالي 40 سنة بعد موت المسيح. فمن جهة المخطوطات القديمة، فهذا دليل قاطع على وجود من يُسمَى يسوع عاش في إسرائيل في بداية القرن الأول الميلادي.
ومن المهم أيضًا أن نأخذ في الأعتبار أن في عام 70 ميلاديًا، قام الرومان بغزو وتدمير أورشليم ومعظم إسرائيل، وقاموا بقتل سكانها. مدن بأكملها تعرضت للحرق والدمار الشامل. فيجب علينا ألا نتعجب من أن معظم الأدلة التي تشير إلى حياة يسوع، قد دُمرت. وحيث أن معظم شهود العيان قد قُتلوا. فهذه الحقائق تحد من عدد الشهود الذين عاينوا يسوع شخصيًا.
وبالأخذ في الاعتبار حقيقة، أن خدمة المسيح كانت محدودة في جزء لا أهمية جغرافية له في الإمبراطورية الرومانية، فإنه من المدهش أن نجد إشارات عديدة عن المسيح في مصادر تاريخية غير مسيحية! وبعض هذه المصادر هي كالآتي:
المؤرخ الروماني تسيتوس، والذي يعتبر من أهم مؤرخي العالم القديم. ذكر أن هناك مخرفين "مسيحيين" (يُسمون ذلك بالنسبة إلى "المسيح"، الذي قام بتعذيبه بيلاطس البنطي خلال فترة حكم طيباريوس). وقام سويتونيوس مساعد الإمبراطور هادريان، بتدوين أنه كان هناك رجل يدعي المسيح وهو عاش في القرن الأول الميلادي.
وأشار المؤرخ اليهودي الشهير فلافيوس يوسيفوس، ليعقوب بأنه "أخ ليسوع، المدعو بالمسيح". وهناك جزء آخر أثار كثيرًا من الجدل إذ دوّن: "وحول هذا الوقت كان هناك رجل حكيم، إن كان يجوز أن يُدعى إنسان. فإنه قد قام بعمل إنجازات مدهشة.....قد كان (ال) مسيح .... وقد ظهر لهم في اليوم الثالث، كما تنبأ الأنبياء المقدسون سابقًا بهذ،ا وبعشرة آلاف شيئًا آخرًا عنه قد فعلها". وفي طبعة أخرى تقرأ: "في هذا الوقت كان هناك رجل يُدعي يسوع. وكان يسوع رجلًا صالحًا. وقد أصبح كثير من اليهود ومن بلاد أخري أتباع له. وحكم عليه بيلاطس بالصلب والموت. ولكن تلاميذه لم يتوقفوا عن إتّباعِه. وقد أعلنوا أنه ظهر لهم بعد ثلاثة أيام من صلبه، وأنه كان حيًا، وعليه فأنه غالبًا المسيّا المنتظر، الذي كتب عنه وعن عجائبه الأنبياء."
ودوّن بليني الصغير في رسائله (رقم 10: 96): "إن عبادة المسيحيون الأوائل كانت تتضمن عبادة المسيح كرب، وأنهم كانوا جماعة من الناس ذو مثل وأخلاق عالية، وتضمن ذلك ذكره للعشاء الرباني."
والتلمود البابلي (سنهدرين رقم 43 أ) يؤكد صلب المسيح في عشية عيد الفصح، والاتهامات الموجهة ضد المسيح بممارسة السحر وحض اليهود على ترك ديانتهم.
كان لوسيان الساموساتي كاتب يوناني يعيش في القرن الثاني، واعترف بأن المسيحيين كانوا يعبدون يسوع، وأنه قدم لهم تعاليم جديدة، وأنه صُلب من أجلهم. ودوّن أن من تعاليم يسوع: الإخوّة في الإيمان، أهمية التحول الديني، أهمية ترك عبادة أي آلهة أخرى. وعاش المسيحيون تبعًا لقانون يسوع، وآمنوا بحياتهم الأبدية، وعُرفوا بأنهم لا يخافون الموت، وأنهم يتطوعون بتقديس حياتهم، وزهدهم في الدنيا ومتاعها.
وتؤكد مارا سربانيون بأن الجميع نظروا للمسيح على أنه رجل صالح وحكيم، والكثير اعتبروه ملك إسرائيل، وأنه قُتل على أيدي اليهود، وأنه حي من خلال تعاليمه لأتباعه.
وهناك أيضا الكتابات البشرية (إنجيل الحق، أساطير يوحنا، إنجيل توما، الرسالة عن القيامة،.. إلخ)، وكلها تذكر يسوع.
وفي الحقيقة، يمكننا إعادة بناء الإنجيل من جميع المصادر المتوافرة: يسوع كان يُدعى المسيح (يوسيفوس)؛ وقام بعمل أعمال معجزية، قاد إسرائيل إلى تعاليم جديدة، وصُلب من أجلهم في عشية عيد الفصح (التلمود البابلي)؛ في اليهودية (تاسيتوس)؛ وأدّعى أنه الله وأنه سيأتي ثانية (أليعازر)؛ وقام أتباعه بالإيمان بتعاليمه – وعبادته كأنه الله (بليني الصغير).
وفي الخلاصة، يوجد أدلة عديدة لوجود وحياة يسوع المسيح، في التاريخ المسيحي وغير المسيحي. وربما أهم دليل يمكن تقديمه بأن المسيح كان موجودًا، هو حقيقة أن آلاف من المسيحيين من القرن الأول الميلادي، وذلك يتضمن الاثنا عشر تلميذًا، كانوا على أتم استعداد لتقديم حياتهم فداءً ليسوع المسيح وإيمانهم به. فالإنسان عادة ما يكون مستعدًا للتضحية بحياته لما يعلم بأنه حق.